سورة يونس - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


{يهديهم ربُّهم بإيمانهم} أَيْ: إلى الجنان ثواباً لهم بإيمانهم.
{دعواهم} دعاؤهم {فيها سبحانك اللهم} وهو أنَّهم كلَّما اشتهوا شيئاً قالوا: سبحانك اللَّهم، فجاءهم ما يشتهون، فإذا طعموا ممَّا يشتهون قالوا: الحمد لله ربَّ العالمين.


{ولو يعجل الله للناس الشرَّ...} الآية. نزلت في دعاء الرَّجل على نفسه وأهله وولده بما يكره أني يستجاب له، والمعنى: لو استجبتُ لهم في الشَّرِّ كما يحبُّون أن يستجاب لهم في الخير {لقضي إليهم أجلهم} لماتوا، وفُرغ من هلاكهم. نزلت في النَّضر بن الحارث حين قال: {اللَّهم إن كان هذا هو الحقَّ من عندك...} الآية. يدلُّ على هذا قوله: {فنذر الذين لا يرجون لقاءنا} يعني: الكفَّار الذين لا يخافون البعث.
{وإذا مسَّ الإِنسان} يعني: الكافر {الضرُّ} المرض والبلاء {دعانا لجنبه} أَيْ: مضطجعاً {أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضرَّه مرَّ} طاغياً على ترك الشُّكر {كأن لم يدعنا إلى ضرٍّ مسَّه} لنسيانه ما دعا الله فيه، وما صنع الله به {كذلك زين} كما زُيِّن لهذا الكافر الدُّعاء عند البلاء، والإِعراض عند الرَّخاء {زين للمسرفين} عملهم، وهم الذين أسرفوا على أنفسهم، إذ عبدوا الوثن.
{ولقد أهلكنا القرون من قبلكم} يخوِّف كفار مكَّة بمثل عذاب الأمم الخالية {وما كانوا ليؤمنوا} لأنَّ الله طبع على قلوبهم جزاءً لهم على كفرهم {كذلك نحزي القوم المجرمين} نفعل بمَنْ كذَّب بمحمَّدٍ كما فعلنا بمَنْ قبلهم جزاءً لكفرهم.


{ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم} يعني: أهل مكَّة {لننظر كيف تعملون} لنختبر أعمالكم.
{وإذا تتلى عليهم} على هؤلاء المشركين {آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا} لا يخافون البعث: {ائت بقرآن غير هذا} ليس فيه عيب آلهتنا {أو بدَّله} تكلَّمْ به من ذات نفسك، فبدِّلْ منه ما نكرهه {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفس} ما ينبغي لي أَنْ أغيِّره من قبل نفسي {إن أتبع إلاَّ ما يوحى غليَّ} ما أُخبركم إلاَّ ما أخبرني الله به، أَي: الذي أتيتُ به من عند الله، لا من عندي نفسي فأبدِّله.
{قل لو شاء الله ما تلوته عليكم} ما قرأتُ عليكم القرآن {ولا أدراكم به} ولا أعلمكم الله به {فقد لبثت فيكم عُمراً من قبله} أقمتُ فيكم أربعين سنةً لا أُحدِّثكم شيئاً {أفلا تعقلون} أنَّه ليس من قبلي.
{فمن أظلم ممن أفترى على الله كذباً} لا أحد أظلم ممَّن يظلم ظلم الكفر، أَيْ: إني لم أفترِ على الله، ولم أكذب عليه، وأنتم فعلتم ذلك حيث زعمتم أنَّ معه شريكاً {إنَّه لا يفلح المجرمون} لا يسعد مَنْ كذَّب أنبياء الله.
{ويعبدون من دون الله ما لا يضرُّهم} إنْ لم يعبدوه {ولا ينفعهم} إن عبدوه {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله} في إصلاح معاشهم في الدُّنيا؛ لأنَّهم لا يقرُّون بالبعث {قل أتنبؤون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض} أتخبرون الله أنَّ له شريكاً، ولا يعلم الله سبحانه لنفسه شريكاً في السَّموات ولا في الأرض، ثمَّ نزَّه نفسه عمَّا افتروه فقال: {سبحانه وتعالى عما يشركون}.
{وما كان الناس إلاَّ أمة واحدة} يعني: من لدن عهد إبراهيم عليه السَّلام إلى أن غيَّر الدِّين عمرو بن لُحي {فاختلفوا} واتَّخذوا الأصنام {ولولا كلمة سبقت من ربك} بتأخير عذاب هذه الأُمَّة إلى القيامة {لقضي بينهم} بنزول العذاب.
{ويقولون} يعني: أهل مكَّة: {لولا} هلاَّ {أنزل عليه آية من ربه} مثلُ العصا وما جاءت به الأنبياء {فقل إنما الغيب لله} أَيْ: إنَّ قولكم: هلاَّ أنزل عليه آيةٌ غيبٌ، وإنَّما الغيب لله لا يعلم أحدٌ لمَ لمْ يفعل ذلك {فانتظروا} نزول الآية {إني معكم من المنتظرين}.
{وإذا أذقنا الناس} كفار مكَّة {رحمة} مطراً وخَصْباً {من بعد ضرَّاء مستهم} فقرٍ وبؤسٍ {إذا لهم مكر في آياتنا} قولٌ بالتَّكذيب، أَيْ: إذا أخصبوا بطروا، فاحتالوا لدفع آيات الله {قل الله أسرع مكراً} أسرع نقمةً. يعني: إنَّ ما يأتيهم من العقاب أسرعُ في أهلاكهم ممَّا أتوه من المكر في إبطال آيات الله {إنَّ رسلنا} يعني: الحفظة {يكتبون ما تمكرون} للمجازاة به في الآخرة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8